نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية، نقابيًا كبيرًا ومناضلاً عنيدًا للحق والحرية وفارسًا من فرسانها، الأستاذ عرفات حجازي أمين صندوقها الذي وافته المنية ليل أمس، من جراء أزمة قلبية لم ترحم عطاءاته المستمرة من أجل لبنان وصحافته.
نقيب محرري الصحافة الياس عون قال في رحيله: "لبنان الذي أحببته وناضلت بقلمك وكلمتك من أجله حزين على فقدك. الصحافة اللبنانية التي صنعت مرحلة من مراحلها تبكي غيابك عنها وانت الذي لم تغب عنها يومًا ولم تغب همومها عنك يومًا. نقابتك التي كانت ملاذك في سنواتك الأخيرة على هذه الأرض الفانية وكنت خير ممثل لها في المحافل العربية والدولية، حزينة على خسارتك وفقدك ورحيلك الباكر إلى الباري الذي يريد في جناته أتقياء، أنقياء، أوفياء، أصفياء أمثالك".
اضاف "أبو ياسر، الصحافة اللبنانية والعربية خسرت علمًا من أعلامها الذين أثروها بعلمهم وخبرتهم وتفانيهم وإخلاصهم. خسرت رجل منابرها ومعلّمًا في فن الخطابة والإرتجال، وأنت أنت وحدك كنت تقرأ نشرة كاملة للأخبار زمن الحرب من دون أن تنظر إلى ما كتبته وأعددته".
تابع "عرفات حجازي والأسم علم. كثر هم الذين يظهرون على شاشات التلفزة في لبنان والعالم العربي ولكن قلة هم الذين طُبعت أسماؤهم في العقول كما انطبع اسمك في عقلنا وقلبنا. عرفات حجازي، وانت الذي لم يغضب أحد منك، سنغضب عليك هذه المرة لأنك بكرت برحيلك وقسيت علينا بغيابك. بالأمس خانك قلبك ولم تكن يومًا خؤونًا، ودعّتنا ولم يمضَ على وجودك في لبنان إلا ثلاثة أيام بعدما مثلت النقابة في اجتماع مكتب الدائم لإتحاد الصحافيين العرب وقد كنت مجليًا وخير ناطق بشؤون المهنة وشجونها منتصرًا أبدًا للحريات الإعلامية والديمقراطية. ذهبت على أمل اللقاء، فكان الفراق وأنت الذي تشهد لك النقابة والصحافة أنك عامل دائم في حقل الجمع لا التفرقة. أبو ياسر لن نقول لك وداعًا بل إلى اللقاء ونعدك أننا سنبقى أوفياء لنهجك أنت يا رمز الوفاء وعاشقه.
نبذة عن الفقيد
وُلد عرفات حجازي، الذي يحمل وسام الإستحقاق اللبناني من رتبة ضابط، في بلدة عيتا الجبل عام 1946، ودرس العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ونال إجازة فيها، كما نال إجازة في علم الإجتماع والفلسفة من جامعة بيروت العربية.
انتقل من تدريس اللغة العربية الى عالم الإعلام، فبدأ اوائل السبعينات كمحرر في تلفزيون لبنان، ثم أصبح رئيس قسم الاخبار فيه، ورئيس تحرير النشرة الإخبارية. عضو في نقابة المحررين منذ 30 سنة وتولى أمانة صندوقها منذ 3 سنوات. عضو في لجنة الحريات الصحافية في اتحاد الصحافيين العرب. وانتخب عام 1992 أفضل مذيع عربي في استفتاء أجرته شركة "داتا".
عمل في مجموعة من الصحف اللبنانية ووكالات الأنباء إلى جانب عمله التلفزيوني والإذاعي، وتولّى مسؤوليات قيادية فيها وفي تلفزيون a.n.b بعد تركه العمل كمستشار لرئيس مجلس النواب، ثم أسس موقع "الانتشار" الالكتروني وله عدة أبحاث ومؤلفات ومحاضرات وشارك في ندوات محلية وعربية ودولية. مارس مهنة التعليم وكان من تلامذته في المدرسة الحربية العماد جان قهوجي قائد الجيش.
متزوج من خديجة سعد وله ثلاثة أولاد،ياسر ورانيا وناديا.